الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية:
حافظوا خطاب لجميع الأمة، والآية أمر بالمحافظة على إقامة الصلوات في أوقاتها بجميع شروطها، والمحافظة هي المداومة على الشيء والمواظبة عليه، والوسطى تأنيث الأوسط، ووسط الشيء خيره وأعدله، ومنه قوله تعالى: [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا] (البقرة: 143) إلى أن قال: وأفرد الصلاة الوسطى بالذكر وقد دخلت قبل في عموم الصلوات تشريفا لها. انتهى. ثم ذكر خلاف أهل العلم في تعيين الصلاة الوسطى على عشرة أقوال مبينا كون جمهور أهل العلم على أنها صلاة العصر، حيث قال: الثاني: أنها العصر، لأن قبلها صلاتي نهار وبعدها صلاتي ليل، إلى أن قال: وممن قال إنها وسطى علي بن أبي طالب وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري، وهو الذي اختاره أبو حنيفة وأصحابه، وقاله الشافعي وأكثر أهل الأثر، وإليه ذهب عبد الملك بن حبيب، واختاره ابن العربي في قبسه وابن عطية في تفسيره، قال: وعلى هذا القول الجمهور من الناس، وبه أقول، واحتجوا بالأحاديث الواردة في هذا الباب خرجها مسلم وغيره، وأنصها حديث ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة الوسطى صلاة العصر. خرجه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح. انتهى.
وعليه، فالآية مشتملة على الأمر بالمحافظة على جميع الصلوات مؤكدة على خصوص الصلاة الوسطى التي هي صلاة العصر عند جمهور أهل العلم.
قال الشيخ ابن عثيمين:
الصلاة الوسطى هي صلاة العصر، ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قال يوم الخندق: «شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر». فهذه الصلاة -أي أعني بالصلاة والوسطى- هي صلاة العصر بلا ريب، ومعنى الوسطى ليس معناها من توسط العدد، بل المراد بها الفضلى كما قال الله تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطاً﴾ يعني عدلاً خياراً بين الأمم، فالمراد بالوسطى الصلاة الفضلى؛ نعم، هي صلاة العصر.
قال الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله:
الجواب: الصواب أنها العصر، اختلف العلماء في ذلك لكن الصواب أنها العصر قد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من حديث ابن مسعود وغيره ومن حديث علي أنها العصر هذا هو الصواب وقيل غير ذلك، لكن الصواب أنها العصر. نعم.
المراجع
https://binothaimeen.net/content/7442
https://binbaz.org.sa/fatwas/5527/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B5%D9%88%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%B7%D9%89
والله أعلم.