سؤال ورد إلى دار الإفتاء المصرية وأجاب على السؤال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلا:
هذا السؤال من أكثر الأسئلة التى وردت لدار الإفتاء المصرية خلال شهر رمضان الماضى، والعلماء اجتمعوا على أنه يجوز هبة الثواب للأحياء كما تجوز للأموات.
وتابع عثمان: “واستدل العلماء بذلك بما فعله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حينما جاء بكبش وذبحه وقال هذا عن محمد وآل محمد ثم جاء بآخر، وقال هذا عمن لم يضحي من أمتى”.
فى سياق متصل، أجابت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، فى وقت سابق على سؤال نصه:”ما حكم عمل خاتمة للمتوفى كل عام ؟، حيث قالت اللجنة:
أولا: قراءة القرآن وجعل ثواب القراءة للميت جائز شرعًا، ويصل الثواب للميت وينتفع به – إن شاء الله – ويستدل على ذلك بالأدلة الواردة في انتفاع الميت بعمل الحي في باب العبادات منها ما رواه الشيخان من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَالَ: كَانَ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ خَثْعَمَ تَسْتَفْتِيهِ، فَجَعَلَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَتَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْرِفُ وَجْهَ الْفَضْلِ إِلَى الشِّقِّ الْآخَرِ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ فَرِيضَةَ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ فِي الْحَجِّ، أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَثْبُتَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، أفحج عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» ومنها ما رواه أبوداود من ابن عباس – رضي الله عنهما: أن رجلاً قال: يا رسولَ اللهِ إن أُمَّه تُوفّيَتْ، أفينفعها إن تصدقتُ عنها؟ قال: “نعم”..
ومنها: ما رواه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم – قال لعمرو بن العاص: «إِنَّهُ لَوْ كَانَ مُسْلِمًا فَأَعْتَقْتُمْ عَنْهُ أَوْ تَصَدَّقْتُمْ عَنْهُ أَوْ حَجَجْتُمْ عَنْهُ بَلَغَهُ ذَلِكَ» . ومنها: ما رواه ابن ماجه من حديث ابْنِ بُرَيْدَة َعَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -فَقَالَتْ: يا رسول الله، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمٌ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قَالَ: “نَعَمْ” .
فدلت هذه الأحاديث على وصول ثواب قراءة القرآن للميت إذ لا فرق بين انتفاعه بالصوم والحج وانتفاعه بقراءة القرآن، قال ابن قدامة رحمه الله: (وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله ).
وبناء على ما سبق: لا بأس بقراءة القرآن خالصًا لوجه الله بغير أجر، ووهب ثوابها للميت ويصله الثواب – بفضل الله تعالى – وهو مذهب جماهير أهل العلم من الحنفية والحنابلة ومتأخري المالكية واختيار الإمام النووي- رحمه الله – قال الشيخ الدرديري – رحمه الله – :” الْمُتَأَخِّرُونُ عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ وَجَعْلِ ثَوَابِهِ لِلْمَيِّتِ وَيَحْصُلُ لَهُ الْأَجْرُ إنْ شَاءَ اللَّهُ”.
ومما تجدر الإشارة إليه، أن الإنسان إذا قرأ القرآن لا بد أن يصحح النية في قراءته بأن يكون خالصًا لوجه الله – تعالى – لا يبتغى بقراءته للقرآن أجرًا ماديا أو غيره من الأمور الدنيوية، وأن يقرأ القرآن بخشوع وتدبر.
اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم